تصريف الأفعال في اللغة الفرنسية يشكل عقبة كبيرة أمام عدد هائل من الراغبين في تعلم اللغة الفرنسية. هل من الطبيعي أن يكون الأمر كذلك؟ وكيف سنتعامل مع هذا الجانب في موقع رحلة نحو الفرنسية؟
لماذا نحتاج لتصريف الأفعال؟
يشكل الفعل مكونا مركزيا بين مكونات اللغة الفرنسية، فهو يعتبر نواة الجملة التي يصعب كثيرا أن تتخلى عنها. وبذلك فهو كثير الاستعمال والحضور في أي محادثه كتابيه او شفهية، وبغض النظر عن وجوده المستمر أثناء إنتاج الخطاب، فإن للفعل خصائص تميزه عن باقي مكونات اللغة، حيث نجد أن له أقساما كثيرة، وانواعا مختلفة، وأشكالا متغيرة، حسب الضمائر، وصورا متعددة حسب الأزمنة.
المشكلة في تصريف الأفعال في الفرنسية
ولعل ارتباط الفعل بالزمن يشكل واحدة من أكبر العقبات التي تواجه من يحاول تعلم اللغة الفرنسية.فكثيرا ما نجد الدارسين يشتكون من صعوبة تصريف الأفعال في اللغة الفرنسية، ومن كثرة الازمنة التي تصرف فيها، مع ما يتطلبه ذلك من حفظ للأشكال والزيادات والأزمنة.
والحقيقة أن هذا كله نتيجة للطريقة الخاطئة التي يسلكونها، عندما يريدون تعلم هذا المكون الذي لا غنى عنه لمن يرغب في تعلم هذه اللغة.
منهجنا في دراسة تصريف الأفعال
في رحلتنا نحو الفرنسية، نقدم منهجا جديدا يساعد كل راغب في تعلم الفرنسية على ضبط هذا الفن الجميل، بشكل بالغ السهولة، بالاعتماد على أهم عنصر ينبغي أخذه بعين الاعتبار في نظرنا وهو التدرج وعدم الاستعجال.
ستلاحظ – عزيزي القارئ – أننا سننطلق من تحديد الضمائر التي نستعمل عند تصريف الأفعال عموما، وضبطها بشكل جيد عبر مراحل تجعل العملية سهلة جدا. قبل المرور الى اكتشاف طريقة الحصول على شكل الفعل المراد تصريفه، مع شرح مفصل ومبسط لكل عملية تجعل المطلوب منك يسيرا جدا، بعيدا عن الحفظ الآلي الذي يستدعي وقتا ومجهودا مهمين. ستجد نفسك مستمتعا بتعلم فن تصريف الأفعال قادرا على توظيفه لخدمة ما تريد ان تعبر عنه بصورة سليمة.
ومما سيجعل الأمر أكثر سهولة، أن هذه العملية لن تتم بشكل معزول، بل ضمن حصص تخص مجالات أخرى، لكنها في نفس الوقت تساعدك بشكل غير مباشر على التهيؤ المسبق لدروس تصريف الأفعال أو لمراجعتها، بل حتى لاختبار مدى تمكنك مما تعلمته.
تصريف الأفعال بين الشكل والدلالة
كما أننا سننتبه إلى جانب بالغ الأهمية أيضا، يغفله كثير من الأشخاص الذين يتعلمون هذه اللغة. وهو أنهم يعملون على ضبط شكل الفعل في الزمن المطلوب دون فهم لدلالة هذا الزمن، فتجد الشخص مثلا قادرا على التعرف على الزمن الذي صرفت فيه الأفعال في جملة ما في نص مكتوب، لكنه لا يعلم لماذا صرفت بالضبط في هذا الزمن وليس في زمن آخر.
إن العدد الكبير (مقارنة مع اللغة العربية) للأزمنة التي تصرف فيها الأفعال في اللغة الفرنسية يدل على أن لكل زمان منها توظيفا خاصا، يفيد معنى محددا بدقة. وهو أمر يساعد على التعبير بشكل أوضح على ما نريد قوله، أكثر من كونه مصدر صعوبة في تصريف أفعال اللغة الفرنسية، بل ستلاحظ – عزيزي القارئ – مع توالي الدروس أن الأمر يقدم لك من المتعة اكثر مما يتطلب منك من مجهود أو تركيز.
التدرج سر النجاح في تصريف الأفعال
سوف نعمل في الدروس التي سنتعلم من خلالها تصريف الأفعال على الانطلاق من الأزمنة التي توافق وضعيات تواصلية حقيقية مستقاة من الحياة اليومية (المنزل، الحي، العمل، الدراسة…) والتي تعتبر في نفس الوقت أكثر الأزمنة استعمالا في اللغة الفرنسية، قبل المرور تدريجيا إلى التعرف على الأزمنة الخاصة بالكتابات الأدبية مثلا والتي نجدها في الروايات والقصص ولا تستعمل في المحادثة الشفهية.
وأثناء رحلتنا هذه سنقوم بعمل مفيد جدا، ذلك أننا سنركز على مفاهيم محددة في كل مرة، لكننا في نفس الوقت نكتسب مفردات جديدة ونرسخ أخرى قديمة، إضافة لكوننا نثبت تعلمات سابقة ونستعد لأخرى قادمة دون ان نتكلف بذل جهد إضافي.
إن اللغة إذن – اثناء تعلمها – لا تنقسم إلا لتجتمع، فتقوية كل مكون من مكوناتها عبر دروس خاصة هو في الحقيقة تقوية ضمنية لباقي المكونات في آن واحد.
يمكنك الاطلاع، عزيزي القارئ، على أول درس من دروس تصريف الأفعال في موقعنا من خلال هذا الفيديو