تختلف المنهجيات المعتمدة في تعلم القراءة في اللغة الفرنسية بين نظريات كلية وأخرى جزئية. نوضح لك عزيزي المتابع في هذه السطور الكيفية التي سننهجها في موقع رحلة نحو الفرنسية لإتقان القراءة.
كيف سنتعلم القراءة في اللغة الفرنسية؟
عند تعلم اللغة بشكل عام فإن عملية القراءة تأتي في مرتبة ثانوية، وذلك لأن اكتساب اللغة عند الطفل، في الوسط العائلي، أو عند الشخص الراشد في وسط يتحدث لغة أجنبية بالنسبة له، يتم في المرتبة الأولى عن طريق السماع المتكرر لعدد هائل من الكلمات والجمل، التي تأخذ في التنظيم بشكل متدرج في خانات خاصة بها، كعناصر منفردة ومجتمعة، داخل البنية اللغوية الخاصة بالشخص الذي يكتسب هذه اللغة،
ونجد أن المتلقي في اللحظات الأولى لبداية استماعه لمن يتحدثون هذه اللغة الأجنبية لا يسمع سوى مقاطع صوتية، دون القدرة على التمييز بين نهاية بعضها وبداية الآخر، لكنها تصبح مع مرور الوقت ذات دلالة واضحة من حيث المعنى وذات صورة مفهومة من حيث الشكل، لكن هذا التحول بين المرحلتين يحتاج إلى مدة زمنية معتبرة.
منهجنا في رحلة نحو الفرنسية
في رحلتنا نحو الفرنسية، سنعتمد على القراءة كمرحلة أولى ترافقها عمليات لغوية أخرى في ذات الآن، حيث سنعتمد على أصغر مكون لغوي من ناحية الشكل وهو الحرف، لننطلق منه إلى تكوين المقطع الصوتي الذي يدخل في تكوين الكلمات، وبالتالي سنعتمد على الضبط الكامل لجميع الحروف الأبجدية في اللغة الفرنسية رسما وقراءة، لننتقل تعلم طريقة نطق المقاطع الصوتية التي ستكون الكلمات في ما بعد، دون إعطاء أهمية كبيرة لمعاني المفردات التي سنتدرب على نطقها بما أن هدفنا هو تعلم القراءة أولا.
وعليه فلا بد من التنبيه – عزيزي القارئ – على الأهمية البالغة للتمكن التام من طريقة نطق هذه الحروف، قد يحتاج الأمر لمدة لا بأس بها بالنسبة لمن لم يسبق له أبدا تعلم إحدى اللغات المعتمدة على الحروف اللاتينية، لكن المهمة ستكون أسهل بكثير لمن سبق له أن تعلم الإنجليزية مثلا أو على الأقل شرع في محاولة تعلمها، وعلى كل حال فإن الضبط الكامل لنطق الحروف سيجعل المراحل الموالية أسهل بكثير من الخوض فيها قبل التمكن التام من ضبط نطقها.
كيف ينشأ المقطع الصوتي في اللغة الفرنسية؟
تتكون الكلمات الفرنسية من حروف مجتمعة تنتمي لمجموعة تضم ستة وعشرين حرفا، يمكن تقسيم هذه الحروف إلى مجموعتين رئيسيتين نتحدث عنهما في دروس لاحقة.
بالنسبة للغة العربية، فلا شك عزيزي المتابع أنك تعلم أنها تضم ثمانية وعشرين حرفا، لكل حرف من هذه الحروف صوت خاص به عند نطقه، لكن المقطع الصوتي في اللغة العربية لا يتكون من الحرف فقط بل من الحرف والحركة التي معه (فتحة، كسرة، ضمة)، أما في حالة السكون فإنه لا ينشأ مقطع صوتي، وهاتان التسميتان (سكون – حركة) مهمتان جدا في ما سنتعلمه في القراءة باللغة الفرنسية، حيث سنقابل بينهما وبين المجموعتين اللتين أشرنا إليهما سابقا في الحروف الفرنسية.
لنأخذ الآن مثلا هذا الحرف “م” ما اسم هذا الحرف؟ اسمه حرف “الميم”، ما هو الصوت الذي ننطقه عند قراءته؟ “مْ”، في هذه الحالة، هل هناك مقطع صوتي؟ الجواب هو لا.
الآن لنضع فوق الحرف فتحة “مَ”، كيف ننطقه؟ لا شك أنك لاحظت الآن تكون المقطع الصوتي، وذلك نتيجة لاجتماع الحرف مع الحركة.
نفس المبدأ نجده في اللغة الفرنسية بصورة مختلفة قليلا، حيث أننا عوض استعمال الحركات نجد حروفا متحركة، وعوض الحروف نجد حروفا ساكنة، اجتماع حرفين على الأقل من المجموعتين ينشأ عنه المقطع الصوتي. يمكن للكلمة في اللغة الفرنسية أن تتكون من عدة مقاطع، ولا يمكن أن نجد أبدا كلمة لا تشتمل على أي مقطع. وبخلاف اللغة العربية التي لا تبدأ فيها الكلمة بحرف ساكن، فإن اللغة الفرنسية تقبل تتابع عدة أحرف ساكنة يليها حرف متحرك ليتكون المقطع. كل هذه الملاحظات سنعود إليها بشكل مفصل ومتدرج في دروسنا المتعلقة بتعلم النطق والقراءة.
لكي تأخذ فكرة أوفى عن طريقة تعلم القراءة في اللغة الفرنسية في موقعنا يمكنك البدء بمشاهدة الفيديو التالي