لا شك أن قواعد اللغة من المكونات الأكثر استئثارا باهتمام كل مقبل على تعلم لغة أجنبية. وتختلف الآراء حول الفترة الملائمة للتطرق إليها بشكل صريح خلال عملية التعلم. فكيف سنتناولها في موقع رحلة نحو الفرنسية؟
قواعد اللغة قابلة للتأجيل عند التعلم؟
إن التحدث السليم بأي لغة يقتضي بلا شك احترام قواعدها، لكن في كثير من الأحيان نجد أننا قد نركب جملا كثيرة بشكل صحيح، دون ضبط تام للقواعد المستعملة داخل هذه الجمل، وهذا يعني أن التمكن الكامل من قواعد اللغة ليس شرطا لازما للتحدث بها.
يظهر من هذا التقديم أنه يمكننا الاستغناء نهائيا عن دراسة قواعد اللغة. وهذا ما تعتمده أكثر المناهج الخاصة بتعليم اللغة في مراحلها الأولى، وذلك من أجل تجنب الصعوبات التي غالبا ما تميز تعلم القواعد بغض النظر عن اللغة المستهدفة، حيث يتم التطرق للقواعد بعد أن يكون المتعلم قد راكم عددا كافيا من المفردات والعبارات التي يطبق عليها ما تعلمه، وتقدم له أمثلة مناسبة لبناء وتقويم تعلماته.
قواعد اللغة وأهميتها منذ البداية
في رحلتنا نحو الفرنسية، سنعتمد على القواعد بشكل أساسي، بخلاف ما ذكرنا سابقا، لكن إن كنت عزيزي القارئ من الأشخاص الذين يزعجهم التطرق للقواعد فلا داعي للقلق، لأننا سنعتمد على مبدأ هام جدا في التعلم وهو التدرج، حيث ستلاحظ أنك تتمكن من محتوى كل درس بشكل سهل دون أي عناء، وذلك لأن المطلوب منك خلال كل حصة سيكون واضحا وبسيطا، لنتقدم أكثر فأكثر مع توالي الحصص الخاصة بالقواعد فتجد نفسك متمكنا منها تماما.
هذه العملية ستكون ذات فائدة عظيمة جدا بعد مدة قصيرة، حيث ستصبح قادرا على إنتاج وفهم عدد هائل من العبارات بشكل صحيح، فقط باستغلال ما ستكون قد تعلمته خلال حصص قواعد اللغة، وبالتالي فتعلم هذه القواعد ينبغي أن يكون حافزا مشجعا، لا عائقا يحول بين المتعلم والهدف الذي يروم الوصول إليه.
هل سنتعلم كل قواعد اللغة الفرنسية؟
عند تناولنا لدروس قواعد اللغة فإننا سنستعرض فقط ما نحتاجه من كل موضوع، دون التوسع فيه بحثا عن الإحاطة التامة وضبط الحالات الاستثنائية وما شابه ذلك.
فليس الهدف من درسنا أن نصير متخصصين في علم النحو، وإنما أن نكون قادرين على استعمال اللغة بشكل سليم خال من الأخطاء قراءة وكتابة وتحدثا، وعليه فستلاحظ عزيزي القارئ أن بعض المواضيع قد خصصت لها دروس متباعدة نسبيا، وذلك لتقديم المزيد من المعلومات حول الموضوع بشكل يتلاءم مع المستوى الذي بلغناه حسب التدرج.
قواعد اللغة عامل مساعد لتسريع التعلم
إن دور القواعد بشكل عام في اللغة، وخصوصا في اللغة الفرنسية، لا يقتصر، بالنسبة لمن يريد تعلم هذه اللغة، على قدرته على توظيف المفردات والعبارات التي تعلمها من الدروس بشكل صحيح، وإن كان هذا في حد ذاته هدفا محترما، بل الأمر تجاوز هذا بأشواط.
إن ضبط القواعد بشكل حسن يتيح للمتعلم فرصة الاستغناء عن المعلم، أو المصدر الذي كان يحتاجه مرافقا دائما له أثناء عملية التعلم، لأنه يصير قادرا على التعامل السليم مع ما يكتسبه من كلمات وتعابير جديدة، واستعمالها بشكل جيد مع تغيير ما ينبغي تغييره، فالأدوات التي يحتاجها لهذه العملية هي القواعد اللغوية التي سيكون قد تعلمها، وبالتالي يغدو قادرا على إنتاج جمل جديدة صحيحة يزداد عددها كلما زادت المفردات والعبارات التي اكتسبها.
وهكذا تصير قواعد اللغة بالنسبة له طريقا مختصرة نحو تعلم وإتقان هذه اللغة وليست مادة صعبة تجعله ينفر من تعلمها.
قواعد اللغة أسهل مما نعتقد
في موقع رحلة نحو الفرنسية، نقدم منهجا واضحا، يتميز بكونه مفيدا وممتعا في الوقت نفسه، حيث لا نكتفي بعرض القاعدة بشكل جاف ومطالبة المتعلم بالحفظ الآلي لها قصد تطبيقها، وإنما نركز على تفسيرها وفهم السبب وراء وضعها أصلا.
وبهذا تصير القاعدة مفهومة بشكل أعمق، بصورة مبنية على المنطق، وهو ما يسهل استرجاعها حتى دون استعمالها لمدة طويلة. كما أن التدرج الذي نبني عليه دروسنا في رحلة نحو الفرنسية يجعل استيعاب الجانب التركيبي للغة الفرنسية عموما أمرا في غاية البساطة، نظرا لكون كثير من القواعد يبنى بعضها على بعض، وبذلك يضمن هذا التسلسل جودة أفضل أثناء التعلم ونتائج أفضل بعد التعلم.
يمكنك عزيزي الزائر الاطلاع على أول درس من دروس اللغة في رحلتنا نحو الفرنسية في هذا الفيديو